X

الحافلات الكهربائية ( الترامواي ) في مدينة دمشق الجزء الاول

المنتدى العام

 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts
  • مرجان الأطرش
    Thread Author
    مشرف المنتديات العامة
    • Sep 2018 
    • 513 
    • 190 
    • 228 


    حافلات ترام دمشق للباحث عماد الأرمشي

    الحافلات الكهربائية ( الترامواي ) في مدينة دمشق
    الجزء الأول



    الحافلات الكهربائية ( الترامواي ) في مدينة دمشق / الجزء الأول .

    أحببت أن أفرد هنا في حديث الذكريات فصلا كاملا عن حافلات الترام ( الترامواي ) في مدينة دمشق و ذلك لافتقار معظم المراجع إلا ما ندر للنصوص ، والصور ، والهوامش ، والتعليقات سواء المراجع النصية أو المراجع التاريخية و حتى صفحات الإنترنت. تم انتقاء و جمع عدد كبير من الصور النقية لها لتكوين هذا البحث بالنص و الصورة .



    كان للعلاقة الوطيدة بين الإمبراطورية الألمانية وبين السلطنة العثمانية مدعومة بزيارة الإمبراطور غليوم الثاني لمدن السلطنة دوراً كبيراً في سطوع آفاق جديدة في الولايات العربية ، منها كما أسلفنا في إنشاء الخطوط البرقية بين مدن السلطنة و ظهور مشاريع كبيرة لربط أجزائها بعضها البعض عن طريق مد السكك الحديدية التي تصل الأستانة بمدن بلاد الشام ومن ثم بأرض الحجاز .
    ونهلت دمشق حظاً وافراً من هذه العلاقة .. فانتشرت بها الأبنية الحديثة ذات الطابع الأوروبي العثماني والتي تعتبر اليوم من أجمل المباني العالمية بحسب تصنيف اليونسكو و خاصة مبنى محطة الحجاز في منطقة القنوات .


    ( كبانية الكهرباء )

    من أهم المنشآت التي أقيمت على شارع ( الملك فؤاد الأول ـ شارع بورسعيد لاحقاً ) في بدايات القرن العشرين هي شركة التنوير و الجر الكهربائي ( كبانية الكهربا ) .
    ففي نهاية عام 1904 تأسست شركة بلجيكية مساهمة تحت اسم ( الشركة العثمانية السلطانية للتنوير و الجر الكهربائي المساهمة المغفلة ) برعاية وزير النافعة العثماني وبرأسمال قدره ستة ملايين فرنك قسمت على اثني عشر ألف سهم وجعلت قيمة كل سهم خمسمائة فرنك لتنفيذ المشروع الذي تضمن إنشاء خطوط الترام ومد خطوط كهربائية إلى أحياء وبيوت دمشق و تغطية المدينة بشبكة كاملة .


    مخطط الباحث و المؤرخ الفرنسي / جان سوفاجيه
    يظهر مكان ( مجمع الكهرباء و كبانية الشركة و المشيدات حولها ) .

    وقد خصص الوالي العثماني المصلح ( حسين ناظم باشا رحمه الله ) بفرمان من السلطان العثماني ( عبد الحميد خان الثاني ) قطعة أرض للشركة المذكورة ، مقابل الخانقاه الطواويسية المتهدمة في بداية بمحلة زقاق الصخر ( أي ما يعرف اليوم بشارع المتنبي ) لإقامة أبنية ومعامل وتمديد خطوط سكك الترام و أسلاك الكهرباء وأعمدتها اللازمة ، و ما زالت المؤسسة العامة لكهرباء دمشق تحتل هذا الموقع الى اليوم .



    ُبدأ بتسيير الحافلات الكهربائية ( الترام واي ) رسمياً ، وتنوير المدينة بكاملها في الثاني من شهر نيسان عام 1907 للميلاد كما ورد عند الأستاذ محمد كرد علي في كتابه خطط الشام ص 199 .
    و لتوضيح هذه النقطة ... التي اختلف فيها كثير من متابعي تاريخ دمشق و تسيير حافلات الترام فيه مابين 07/02/1907 و بين 02/04/1907 ، وفترة انتهاء ولاية ناظم باشا ؛ و بداية ولاية شكري باشا في سنة 1907 .. فلا بد من متابعة جميع المعلومات التي حصرها الدكتور قتيبة الشهابي ( رحمه الله ) : كي لا ندخل بمتاهة .. في أي يوم أو شهر من شهور السنة .. أي في أي تاريخ تحديدا كانت نهاية ولاية كل منهما .. وبداية الآخر ؟؟؟ .... و نقول استنتاجاً ... يمكننا معرفة اسم الوالي الذي بدأ في أيامه سريان التيار الكهربائي ؛ و تسيير رحلات الحافلات الكهربائية في مدينة دمشق .
    وبالرجوع إلى كتاب منتخبات التواريخ للمؤرخ الدمشقي : محمد أديب الحصني ، و كذلك بالرجوع إلى كتاب ولاة دمشق في العهد العثماني للدكتور : صلاح الدين المنجد ، و كذلك إلى سالنامة در ولاية سورية ، و سالنامة دولة علية عثمانية .. فلم نجد فيهم سوى تاريخ السنة التي تمت فيها ولايتهم .. دون أي تفصيل للشهر أو اليوم .
    وعلى هذا الأساس يمكننا القول بتحفظ : أن سريان الكهرباء وتسيير الحافلات الكهربائية في دمشق بدأ رسمياً في : الثاني من شهر نيسان / أبريل عام 1907 للميلاد .. كان ذلك في عهد الوالي العثماني شكري باشا ، لأن ولايته كانت في نفس العام .


    حافلة ترام بلجيكية الصنع في دمشق عام 1907

    صورة تذكارية للاحتفال بتسيير أول حافلة ترام بلجيكية الصنع ذات الأفاريز والأطراف المزخرفة في ساحة المرجة بدمشق عام 1907 ، الصورة ملتقطة من الجنوب الى الشمال ، ويظهر سائق الحافلة ومعاونه في كادر الصورة ، وثلة من أهل الشام متجمهرة حول الحافلة والمصور ، و يبدو خلفهم مبنى سرايا العدلية و مبني سرايا البريد و البرق .
    تم تسيير رحلات يومية و بعدد 4 حافلات ترام لمدة ثلاثة اشهر على خط الميدان كانت قيد التجربة ، ثم افتتح الخط رسمياً وبعدد 15 حافلة بتاريخ 02 نيسان / ابريل 1907 ، وحقق ارباحاً مذهلة . على الصعيد المالي و على الصعيد البيئي ، والناس كانوا لا يعرفون رائحة المازوت / الديزل ، واليوم عشعشت رائحة المازوت في نخاشيبشهم !!!!!!
    كما ذكرت بعض المصادر أن الحافلات الكهربائية ظهرت أول مرة في دمشق في عام 1907، وفي بيروت عام 1908، والقسطنطينية في 1913 .


    قسم من خارطة مدينة دمشق عام 1918 للميلاد ، مأخوذة من أبحاث الدكتور شتيفان وبيير.
    تم العديل عليها بواسطة الباحث / عماد الأرمشي

    كانت المدينة تغرق في ظلامها بعد صلاة المغرب ، وكان قسماً من حاراتها الرئيسية تنار بمصابيح البترول ( الكاز ـ أو زيت الكاز ) ، وكان أكثرها يطفأ لأن الأولاد يضربون ألواح البلور بالحصى فيكسرونها ، و يدخل الهواء فيطفئ النور ، وكان الناس يسيرون و في أيديهم مصابيح من الورق ، يضعون فيها الشموع التي تنير لهم الطريق و تسمى ( فنار ) ، وقد منعت الحكومة ( حكومة حسين ناظم باشا ) سير الناس بعد صلاة العشاء بدون مصابيح .




    و ذكر الدكتور الشهابي رحمه الله أن أعمال التمديدات النهائية بتمديد خطوط الكهرباء ومد سكك الترام قد انتهت في يوم 12 شباط من عام 1325 للهجرة الموافق 1907 للميلاد .
    وكانت جميعها تتغذى من محطة التوليد على نهر بردى في موقع قرب التكية ، حيث تولد الكهرباء بالعنفات المائية يوم كان نهر بردى غزير المياه ، ثم انتقل التوليد إلى عنفات تدار بالمحروقات ( الديزل ) في محطة القابون التي نسقت ... واستبدلت بمحطة الهامة في خمسينات القرن العشرين ، وقد أصبحت رديفاً داعماً لكهرباء سد الفرات التي تنار منها دمشق اليوم .


    حافلات الترام البلجيكية الصنع متوقفة في ساحة المرجة أمام مبنى العابد و متجهة نحو حي الميدان
    صورة لساحة المرجة ملتقطة من الغرب إلى الشرق ، وتبدو في المقدمة حافلات الترام البلجيكية الصنع متوقفة بجوار النصب التذكاري للاتصالات السلكية بين مدينة دمشق و بين المدينة المنورة ، وتلتف حول العمود أسلاك رمزاً للاتصال البرقي بين المدينتين ، ودعماً لعمليات مد سكك الحديد للخط الحديدي الحجازي .
    في صدر الصورة يبرز مبنى مسرح وسينما زهرة دمشق ذو السقف القرميدي و المؤلف من ثلاث طبقات ، وقد انشأ مكان سراي البوليس في بدايات القرن العشرين .
    في عام 1928 احترق الجزء الخلفي من السينما إثر حريق السنجقدار الشهير الذي بدأ من سينما النصر الكائنة خلفه مباشرة في سوق التبن . فتوقف العمل في سينما زهرة دمشق و استغل المكان بإقامة مطعم و مقهى و كباريه إلى أن هدم في مطلع الخمسينات من القرن العشرين ، وبني مكانه بناء القباني وقد شغل قسماً منه و لا زال فندق سميراميس و قد تحول اسمه إلى فندق سمير .
    وكذلك نلاحظ غياب انتشار السيارات مما يعزو أن تاريخ التقاط الصورة كان في العقد الأول من القرن العشرين .


    حافلات الترام البلجيكية الصنع متوقفة في ساحة المرجة
    باشرت الشركة في عهد الوالي العثماني المصلح ( حسين ناظم باشا ) بإقامة الأبنية و مد خطوط الترام و السكك الحديدية والأعمدة و الأسلاك الكهربائية اللازمة لها ، و أول ما بدأت من ساحة المرجة .. إلى السنجقدار ... ثم الدرويشية ... فالسنانية .... فالسويقة ... الى الميدان التحتاني ثم الميدان الفوقاني وصولا الى بوابة الله ( ساحة الأشمر حالياً ).
    هذه صورة ساحة المرجة في عام 1912 و الصورة ملتقطة ( من مئذنة جامع تنكز ) من الجنوب الغربي الى الِشمال الشرقي بعد ظهر يوم مشرق بحسب شكل الظلال ، ونشاهد حافلات الترام البلجيكية الصنع ذات الشكل القديم ذات الأفاريز والأطراف المزخرفة متوقفة بمنتصف الساحة ، كما تظهر بعض السيارات متوقفة خلف النصب التذكاري . و الجدير بالذكر أن أول سيارة دخلت إلى دمشق كانت في عام 1908 للميلاد وقد التي اشتراها الوجيه الدمشقي فيليب سكاف .
    فيما ذكر الأستاذ عدنان قريش للدكتور قتيبة الشهابي أنه شاهد بأم عينه لأول مرة في دمشق قبل الحرب العالمية الأولى بسنة واحدة أي في سنة 1913 للميلاد و كان يملكها شفيق باشا مفتش الجيش التركي .
    أما المشيدات المطلة على الساحة فهي من اليسار الى اليمين : مدخل البحصة البرانية ، مبنى العدلية وخلفه مئذنة جامع يلبغا ، مبنى البريد و البرق ، مدخل سينما ( الإصلاح خانة ) ، سوق و مقهى علي باشا ، و أخيراً مدخل سوق التبن ( شارع الملك فيصل ) ، وتمتد في العمق البعيد غوطة دمشق اليانعة الخضراء ، التي نهشها بها الاجتياح العمراني جيلاً بعد جيل حتى صار الهواء مزيج من الغبار وغاز الكربون القاتل .


    حافلات الترام البلجيكية في ساحة المرجة

    صورة مرممة وملونة تلوينا يدويا
    DAMAS – Merdje – Palais de Justice
    ساحة المرجة بعد عام 1923 من الشرق إلى الغرب ، ويحيط بنصبها التذكاري من جهة الشرق بعض عربات نقل الركاب التي تجرها الخيول إلى المناطق التي لم يتم تغطيتها بسكة الترام ، وفي منتصف الصورة يظهر حافلات ترام المهاجرين و ترام الشيخ محي الدين تتجه إلى طريق الصالحية .



    حافلات الترام البلجيكية أمام سرايا العاب
    128 DAMAS. - Place Chouhada

    نوه الدكتور قتيبة الشهابي أنه في مطلع عشرينات القرن العشرين ( حقبة التقاط الصورة ) تطور الشكل الخارجي لحافلات الترام ، واختفت الأفاريز ذات الأطراف المزخرفة كما هو واضح بالترام البلجيكي الصغير إلى اليمين ، كما تعدل شكل نوافذها وأبوابها كما هو بالترام الفرنسي الى اليسار مع بقاء قضبانها قريبة من النصب التذكاري للاتصالات السلكية بين مدينة دمشق و بين المدينة المنورة في ساحة الشهداء ؛ حيث يرتفع مبنى سرايا أحمد عزت باشا العابد في الخلف ، وعن يمينه زقاق رامي ، ثم عمارة عثمانية شغلتها فيما بعد مكاتب وعيادات ووكالات تجارية كبقية المباني المجاورة لها والتي تهدمت إبان العدوان الفرنسي على دمشق في 29 آيار من عام 1945 ، فأعيد تنظيم المنطقة بعد الجلاء وحلت أبنية إسمنتية محل هذه المباني ذات الطراز الجميل المميز .


    ساجة المرجة في بداية القرن العشرين
    DAMAS DAMASCUS, Serai Square (1910s) Max Wichmann

    في أعلى اليمين من الصورة تظهر في مئذنة جامع تنكز وجملون حرم بيت الصلاة ذو السقف القرميدي الضخم الذي صيره إبراهيم باشا ابن محمد علي حاكم مصر لثكنة و مدرسة عسكرية إبان تواجده بأرض بر الشام سنوات 1832 – 1840 للميلاد ، و الذي احترق في 29 أيار 1945 إبان قصف القوات الفرنسية لدمشق .
    كما تعرض زقاق رامي الذي فتحه رامي أفندي باش كاتب ( رئيس كتاب الوالي حسين ناظم باشا ) للحريق كما ورد عن الدكتور قتيبة الشهابي رحمه الله ، عندما احترقت المصبغة الأمريكانية _ مكان سينما فاروق _ فأتت النيران على العديد من المباني والمتاجر القديمة جراء القصف .. فاحترق وتهدم قسم كبير منه بما فيها سينما ( سنترال ) التي كانت في منتصف جانب الزقاق الغربي قبالة بناء سراي عزت باشا العابد .
    و تظهر في الصورة كما ذكر المرحوم قتيبة الشهابي عدد من المباني ذات الطراز العربي القديم والعثماني ، وكانت دوراً للسكن وللاستخدام التجاري والمهني مثل عيادات الأطباء و مكاتب للمحامين .
    ضمن الساحة قوافل من الجمال القادمة و المغادرة والمحملة بأشجار الحور و الصفصاف المقطوعة من الغوطة الشرقية تعبر ساحة المرجة قرب النصب التذكاري للموجود في ساحة المرجة ، أما في الساحة نفسها فخليط من المارة و الباعة و أصحاب البسطات و المهن صباح يوم مشرق .


    مد سكة الترامواي والأعمدة والأسلاك الكهربائية اللازمة لها ، من ساحة المرجة .. إلى السنجقدار.
    DAMAS. Rue El Sanjakdar,Tramway, colorisée
    هذه جادة السنجقدار في عام 1910 للميلاد و تبدو حافلات الترام البلجيكية الصنع تعمل على نظام الضغط الميكانيكي بواسطة جنزير يجر الفرامل للوقوف ذات المقطورتين ، ونرى المقطورة الثانية الملحقة بالترام الأم تمر من هذه الجادة عائدة من بوابة الله ( ساحة الأشمر ) إلى ساحة المرجة .
    وتمتد سلسلة من المحال التجارية على يمين الصورة بما فيها فندق دمشق ، و لوكندة دار السرور و البيوت العربية القديمة ذات الطراز العثماني ، وفي جهة اليسار طابور من الطنابر تجرها الدواب تسير على نسق واحد من ساحة المرجة و حتى دار المشيرية العسكرية .ويبدو بالعمق في أعلى اليمين سراي عزت باشا العابد.


    مد سكة الترامواي والأعمدة والأسلاك الكهربائية اللازمة لها ، من ساحة المرجة .. إلى السنجقدار.
    Damas - Rue Sandjakdar
    هذه جادة السنجقدار في عام 1924 للميلاد و تبدو حافلات الترام الفرنسية الصنع و تعمل على ضغط الهواء يسمى : (Steam air back ) يضغط على فرامل الحافلة للوقوف ، ويبدو هذه الحافلة عائدة من حي الميدان الى ساحة المرحة فوق أرض تم رصفها بالحجارة السوداء المربعة الشكل كغيرها من الجادات الرئيسية في مدينة دمشق .
    وتمتد سلسلة من المحال التجارية على يمين الصورة بما فيها لوكندة دار السرور كما هو واضح خلال اللافتة السوداء الموجودة عند مدخل اللوكندة ..بالصورة لصاحبها الحاج المرحوم داوود آغا شيخاني التي احترقت في حريق السنجقدار الشهير عام 1928 ، و تظهر بشكل جلي البيوت العربية القديمة ذات الطراز العثماني و الممتدة حتى ساحة المرجة ، ويظهر بالعمق في أعلى اليمين جزء من سرايا عزت باشا العابد .


    مد سكة الترامواي والأعمدة والأسلاك الكهربائية اللازمة لها ، من ساحة المرجة .. إلى السنجقدار.
    Damas. – Rue El - Sangakdar
    وهذه الصورة نادرة و ملونة ذاتياً بالحرارة والنشاء كبيرة الحجم لجادة السنجقدار من الغرب ( أي من جهة سرايا عزت باشا العابد ) الى الشرق ( أي باتجاه سوق السروجية و الزرابلية ) .
    وتبدو حافلات الترام القديمة البلجيكية الصنع ذات الأفاريز العلوية تعمل على نظام الضغط الميكانيكي بواسطة جنزير يجر الفرامل للوقوف ، وذات المقطورة الثانية الملحقة بالترام الأم ؛ والقادمة من حي الميدان فجادة السنجقدار ؛ ومنه الى ساحة المرجة ، وتظهر الحافلة تمر امام فندق الخديوية ، و فندق دار السرور الظاهر شرفاته على يمين الترام .
    ولو دققنا النظر لوجدنا لوحة سوداء مكتوب عليها ( عند الطلب ) وهذه خاصة بمواقف الترام ، حين كانت المواقف على نوعين ، موقف إجباري ، و موقف إختياري عند هذه اللوحة ( عند الطلب ) .
    وتبدو أرضية الجادة المفروشة بالحجارة البازلتية السوداء ، و سكة الترام ذهاباً و اياباً ، ولافتات فنادق الخديوية و فرنسا ، وكذلك بعض البيوت العربية القديمة ذات الطراز العثماني ، ويبدو بالعمق في أعلى اليمين جملون فندق سنترال و سوق الخجا الظاهر قي عمق الصورة في ظهر يوم مشمس بعام 1910 للميلاد .


    حافلة ترام خط الميدان تمر أمام سوق الحميدية .
    صورة نادرة جداً ... وتظهر إحدى الحافلات الكهربائية ( ترام دمشق ـ خط الميدان ) متجهة من ساحة المرجة إلى حي الميدان في بداية ثلاثينات القرن العشرين .
    وتبدو بالصورة في جهة اليمين عمارة جامع عيسى باشا في رأس شارع النصر من جهة شارع الدرويشية كان جامعاً عظيماً بناه الوالي عيسى باشا المتوفى عام 950 هجرية ، فهدمه أثناء الحرب الماضي جمال باشا لما وسع الطريق ، ثم بنت دائرة الأوقاف محله عمارة ضخمة سنة 1347 يوافقه 1928 للميلاد وجعلت الطابق الثاني منها مسجداً سمته : الجامع المهدوم .
    طبعاً ( ندرة الصورة ) هي قبل بناء الطوابق العليا .. و كان هذا البناء مؤجر لمصرفين ، الأول هو بنك الجزائر و تونس ، و الثاني هو بنك سورية . كذلك نرى قسماً من سقف سوق الحميدية الشهير و كذلك سوق الخجا متخفياً خلف الكشك العثماني و الأسواق المجاورة لسوق الحميدية .


    حافلة ترام خط الميدان تمر أمام جامع السياس .

    مد سكة الترامواي والأعمدة والأسلاك الكهربائية اللازمة لها من ساحة المرجة .. إلى الدرويشية فمحلة السنانية . وهذه صورة رائعة واضحة و نقية من الشمال إلى الجنوب ملتقطة لشارع الدرويشية في حقبة بداية الثلاثينات من القرن العشرين حيث يبدو جامع السياس و قبته الشهيرة الى يسار الصورة .
    و تبدو الحركة اليومية النشطة المتمثلة في حيوية هذا الشارع بجانب سوق الحميدية و الأسواق المجاورة له . و كذلك إحدى حافلات الترام تمر من جادة الدرويشية أمام سوق الحميدية بالطريق إلى حي الميدان .

    حافلة ترام خط الميدان تمر بجادة الدرويشية .
    صورة رائعة شملت جميع وسائط النقل المستخدمة في خمسينات القرن العشرين ( العربات التي تجرها الخيول + حافلات الترام الكهربائية + حافلات النقل الخاصة ـ الباصات + سيارة الأجرة الصغيرة ـ السيارات ) و تبدو حافلة ترام خط الميدان تمر أمام جامع الدرويشية و متجهة إلى السنانية فسوق الغنم إلى بوابة باب مصلى .


    حافلة ترام خط الميدان تمر بجادة السنانية 1917 .
    مد سكة الترامواي والأعمدة والأسلاك الكهربائية اللازمة لها ، من ساحة المرجة .. إلى الدرويشية فمحلة السنانية وهذه صورة عادية لسيباط سوق السنانية ، ملتقطة من الشمال ( من منتصف سوق السنانية ) الى الجنوب ( باتجاه سوق الغنم ) في عام 1917 للميلاد ، و نلاحظ الإنحناء الواضح في مسار السوق نحو الجنوب ، و يتراوح عرضه بين 8 و 13 متراً ، كما انه يضيق في الوسط .
    تبدو أقواس السوق بعدد 18 قوسا من الحجر تحمل سقفا جملوني الشكل ، استبدل في حقبة لاحقة بالتوتياء في عهد والي الشام المصلح حسين ناظم باشا ( رحمه الله ) عند تغطيته الأسواق الشامية الكبيرة بالمعدن بدلا عن الخشب أو القصب كما يبدو بالصورة النادرة ترامواي خط الميدان يعبر هذا السوق عام 1917 للميلاد . كما تظهر بعض الحوانيت و المارة تغص بالسوق على طرفي الشارع ، تعود حقبة الصورة حسب اعتقادي الشخصي الى عام 1917 للميلاد .


    حافلة ترام خط الميدان تمر تحت سيباط سوق السنانية ، عند منتصف السوق السنانية في عام 1925 للميلاد ، الصورة من أرشيف الأستاذ / أسامة مهدي الحفار .


    ترام خط الميدان يمر تحت سيباط سوق السنانية في عام 1955 .
    هذه الحافلة هي من حافلات الجيل الرابع التي وصلت إلى دمشق ( الأكبر حجماً من الجميع ) مضلعة الشكل من الأمام و الخلف أيضا ، و تم تشغيلها في البداية : على خط المهاجرين لقوتها و سعة استيعابها للركاب ، ومع ذلك تتميز باستهلاك أقل للطاقة الكهربائية . ثم تم تعميمها على معظم الخطوط ( الميدان ـ القصاع جوبر ـ علاوة على خط المهاجرين .


    حافلة ترام خط الميدان تمر بمحلة السويقة .

    مد سكة الترامواي والأعمدة والأسلاك الكهربائية اللازمة لها ، من ساحة المرجة .. إلى محلة السويقة في بدايات حي الميدان و نرى حافلة الترام تمر أمام جامع المرادية ( مراد باشا ) بمحلة السويقة أو " السويئة " بقلب القاف الى همزة .. كما يلفظها العوام من أهل الشام ضمن منطقة الميدان خارج أسوار مدينة دمشق القديمة . ومنهم من يدعو هذ الجامع بجامع النقشبندي أو ( التكية المرادية ) . تعود حقبة الصورة إلى أواخر العشرينات من القرن العشرين .


    حافلة ترام خط الميدان تمر بمحلة سوق الغنم 1910 .
    Les tramways électriques, â Damas
    هذه صورة جادة سوق الغنم من الجنوب إلى الشمال كما كان تسميتها منذ العصر الأيوبي و المملوكي ولغاية العثماني المتأخر .. واسمها اليوم جادة آل البيت حسب التسمية الرسمية لها.
    وتبدو الحركة اليومية لهذه الجادة في عام 1910 للميلاد ، و نلاحظ إحدى حافلات الترام البلجيكي الصنع تمر بتلك الجادة من صباح يوم مشمس .
    يظهر الى اليمين قبة تربة و مدرسة الشيخ ( حسن راعي الحمى ) عام 1910 للميلاد ، وتعتبر هذه التربة الظاهرة في يمين الصورة من أقدم الترب المملوكية في هذه المنطقة ، ودفن فيها الطواشي ظهير الدين مختار البلبيسي أحد أكبر أمراء الطبلخانات والخزندار بقلعة دمشق ( دار الحكم ) ، كما دُفن تحت القبة الشمالية منها ( الوزير الأعظم ) أحد باشوات العثمانيين عام 941 للهجرة الموافق 1534 للميلاد كما ورد في شاهدة قبره . وتبدو في نهاية الشارع مئذنة المدرسة الصابونية الشهيرة ، يليها سلسلة من البيوت القديمة .


    حافلة ترام خط الميدان تمر بالطريق السلطاني ( محلة سوق الغنم ) .
    Damas – Rue Midan - Photo A. Scavo
    صورة جادة سوق الغنم من الجنوب إلى الشمال كما كان تسميتها منذ العصر الأيوبي و المملوكي ولغاية العثماني المتأخر .. واسمها اليوم جادة آل البيت حسب التسمية الرسمية لها.
    وتبدو الحركة اليومية لهذه الجادة في منتصف عشرينات القرن العشرين ، و نلاحظ إحدى حافلات الترام الفرنسي الصنع تمر بتلك الجادة من صباح يوم مشمس بعدسة المصور ( سكافو ) .
    يظهر الى اليمين قباب ترب مقبرة باب الصغير ، وتبدو في نهاية الشارع مئذنة المدرسة الصابونية الشهيرة ، يليها سلسلة من البيوت القديمة ثم تبدو قبة صغيرة هي قبة التربة الجيعانية وهذا خطأ و الصحيح هو التربة الجيبغائية . وقد جددت هذه التربة وكذا القبة في أحقاب مختلفة .
    وقد رصفت الشركة البلجيكية طرق خط للترام ذهاباً و إياباُ بمكعبات من الحجر الأسود ، ووضعت زوجان من السكة الحديد يتوسطه زوجان من السكك الفولاذية تمر عليها حافلات الترام تغذيها الكهرباء بواسطة سلكان نحاسيان غليظان بارتفاع يوازي 7 أمتار معلقان بأذرع ممتدة من أعمدة معدنية تتوسط الشارع ، وقد نصبت على قممها أضواء كهربائية تنير الشارع في الليل .


    ترام خط الميدان عند بواية الله ( ساحة الأشمر حالياً ) عائداً إلى مركز المدينة بساحة المرجة في عام 1955 .
    هذه الحافلة هي من حافلات الجيل الثالث التي وصلت إلى دمشق وتمتاز بالقوة و السرعة بذات الوقت ، وتبدو مئذنة جامع مازي في أخر خط الميدان بذاك الوقت و المشيد في ثلاثينات القرن العشرين .


    وتم الانتهاء من تنوير جنوب المدينة ، وسارت أول حافلة ترام في الثاني من شهر نيسان عام 1907 من المرجة الى بوابة الله ، في عهد الوالي العثماني شكري باشا ( كان أهل الشام يسمونه ـ شكرية خانم رحمه الله ) للطفه ، و أدبه و دبلوماسيته بالتعامل مع الرعية .
    وهذه خريطة مدينة دمشق في عام 1958 تبين خط سير حافلات الترام من ساحة المرجة و حتى بوابة مصر ( أو بوابة الله ـ ساحة الأشمر في يومنا هذا )
    يتبع بالجزء الثاني

Working...
X