X

حديث الذكريات معرض دمشق الدولي الجزء الاول

المنتدى العام

 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts
  • مرجان الأطرش
    Thread Author
    مشرف المنتديات العامة
    • Sep 2018 
    • 513 
    • 190 
    • 228 



    حديث الذكريات

    عن تاريخ معرض دمشق الدولي
    للباحث عماد الأرمشي



    أحببت أن أفرد بحثاً خاصاً عن تاريخ معرض دمشق الدولي لعدم وجود أبحاث تتكلم في تفاصيل تاريخ هذه الظاهرة التي عايشت أيام مدينة دمشق ، وشكلت منعطفاً هاماً في تاريخ هذه المدينة .
    لم تكن المعارض في أول نشأتها سوى أسواق تجارية كبيرة تُقام كل سنة أو سنتين ، و يفد إليها التجار من كل حدب و صوب ليبيعوا فيها البضائع ، و ليتبادلوا فيها المنافع ، و ما سميت السوق سوقاً .. إلا لأن الناس يسوقون إليها بضائعهم بائعين و يسوقونها منها مشترين ، وما زالت تلك الأسواق تتطور في انتقالها من بلد إلى بلد ، و من سنة إلى سنة ، بل من قرن إلى قرن حتى أصبحت على الشكل الذي نعرفه اليوم .



    وكان لدمشق كما ذكر الدكتور مازن المبارك .. معرضها الدولي سنة 1954 ، وكان حدثاً اقتصادياً و مناسبة اجتماعية وترفيهية لا ينساها ... ولا ينسى أثرها من حضرها ، و قد حققت نجاحاً .. و دعا إلى الاستمرار في إقامة هذه التظاهرة عاماً بعد عام حتى بلغت ما بلغت إليها اليوم .


    صورة مبنى أوبرا العباسية عام 1925 للميلاد وكان المعرض متواجداً بمبنى الأوبرا ، بمكان فندق السميراميس وسينما العباسية حاليا

    نفس الصور من ترميم وتلوين مرجان الأطرش



    و يعود بنا أستاذنا الفاضل الدكتور مازن المبارك أدراجه إلى عشرينات القرن العشرين خلال عرضه الدقيق لمراحل تطور معرض دمشق الدولي حين ذكر أنه في يوم الاثنين الثاني عشر من تشرين الثاني من عام 1927 للميلاد ، افتتح في دمشق بمنطقة العباسية ( مكان سينما العباسية اليوم 2012 ـ صالة 8 آذار ) معرض زراعي اقتصر على الثمار و الفواكه ، رعته وزارة الزراعة و التجارة التي كان وزيرها آنذاك السيد الأستاذ / نصوحي البخاري .



    استمر المعرض خمسة أيام ، و تجاوز عدد زائريه ، أحد عشر ألفا من الرجال و النساء ، وشارك فيه ألف و خمسمائة ( 1500 ) عارض من جميع المدن السورية ، وكان تجربة ناجحة استقبلها الشعب السوري بالترحاب و كان صداها طيباً لدى الجميع .
    وذكر الأستاذ شفيق الإمام رحمه الله ـ مدير إدارة متحف التقاليد الشعبية في قصر العظم : أن منتجات ( الكونسروة ) أو المعلبات كانت معروضة في مبنى سينما أوبرا العباسية ، و أحواض السمك ( أوكواريوم ) في المتحف الوطني ، و شملت المعروضات :
    المنسوجات .
    الدباغة و السروجية .
    النجارة و الأنضاد و النحاس .
    الفن و التزيين .
    الحركة الفكرية .
    المصنوعات الترابية .
    الأغذية و الصناعات الزراعية .
    المعدنيات .
    الصناعات الكيماوية و الروائح العطرية .
    صنائع مختلفة أخرى
    .
    و اشتركت في هذا المعرض إلى جانب سورية كل من مصر ، و تركيا ، و إيران . وأكد الدكتور قتيبة الشهابي رحمه الله أن قسماً من المعروضات الطريفة لفتت أنظار زوار هذا المعرض من محليين و أجانب وهي : الحيوانات المصبرة التي صادها السيد حسين إيبش في إفريقيا وغيرها ، ثم الأشغال اليدوية ( للمجانين ) نزلاء مستشفى الأمراض العقلية ( القصير ) .


    مجمع اللغة العربية بالمدرسة العادلية عند باب البريد بدمشق

    أما المعرض الدمشقي الثاني فهو معرض الصناعات الشرقية ، الذي أقيم في مجمع اللغة العربية بالمدرسة العادلية عند باب البريد في قلب دمشق باليوم الثامن من شهر حزيران سنة 1928 للميلاد ، وكان معرضاً خاصاً بالصناعات الشرقية والآثار الشرقية الإسلامية القديمة من : معدنية و خشبية و زجاجية و نسيجية ، والأهم من هذا أنه كان معرضاً وطنياً محلياً خالصاً .. بل يغلب عليه الطابع الدمشقي .
    و قد حضر ممثل سلطة الانتداب الفرنسي على سوريا و كذلك وزير المعارف الأستاذ محمد كرد علي ( رئيس المجمع العلمي العربي ـ كما كان اسمه بالماضي ) و قد ألقى الأستاذ : ( محمد كرد علي ) كلمة رائعة في حقل الافتتاح أشاد بعرض الآثار الشرقية الإسلامية القديمة ، وبالصناعات الراقية مثل السجاد و النحاس و الأخشاب و الزجاج و الأسلحة و الجلود و المخطوطات و الصور و الأقمشة وكل ما هو من الفنون الجميلة . فكان مجموع من اشتركوا في هذا المعرض 68 عارضاً و عرض فيه 627 قطعة منوعة .


    المعرض الثالث للصناعات الوطنية في الجامعة السورية / كلية الحقوق عام 1929 للميلاد

    نفس الصورة تلوينا يدويا مرجان الاطرش



    أما المعرض الثالث فهو معرض الصناعات الوطنية في الجامعة السورية ( الاسم القديم لجامعة دمشق ) ، وكان افتتاحه في شهر آب من عام 1929 للميلاد .
    عرض فيه أرقى ما وصلت إليه الصناعات الشامية حتى ذلك التاريخ ، وكان مقصوراً على صناعات سورية وطنية فقط ، وشمل صناعات النسيج و الجلود و الدباغة و الطباعة و صناعة الزجاج و الخشب و الحلي و المصوغات ، وصناعة الزيوت و الصابون ، وصناعة السكاكر و الملبس و المربيات و الفواكه المجففة . و امتاز بمشاركة كثيفة من جميع المدن السورية ، كما امتاز بشدة الإقبال عليه كما ذكر الدكتور صفوح الخير .


    معرض ربيع دمشق في عام 1936
    Damas Exhibition 1936
    وجاء معرض دمشق الرابع سنة 1936 في مدرسة التجهيز الأولى كما أسلفنا رائعاُ محفوفاً بالنجاح و الازدهار . وكان مديره الأمير ( مصطفى الشهابي ) العالم اللغوي و الأديب الأريب وزير المعارف ورئيس مجمع اللغة العربية بدمشق بين عامي ( 1379 – 1388 هجرية ) الموافق ( 1959 ـ 1968 للميلاد ) وقد صدر بحقه مرسوم رئاسي من فخامة الرئيس محمد علي العابد ( رئيس الجمهورية ) وبمنحه وسام الاستحقاق السوري تقديراً لجهوده في إدارة المعرض و تنظيمه . وقد حضره أيضاً مع فخامة الرئيس : دولة ادمون حمصي وزير المالية و كذلك دولة الرئيس عطا بك الأيوبي و الدكتور سعيد الغزي وزير العدل .



    و صدرت منشورات تشيد بهذه الظاهرة ، وأقيمت مباني هذا المعرض عند أهم مداخل مدينة دمشق في وسط بقعة عامرة بالقصور و مزينة بالحدائق الغناء ( مدرسة التجهيز الأولى ) ، و سيلقى زائر هذا المعرض جميع المنتجات الصناعية و الزراعية التي تفاخر بها البلاد الشرقية ولا سيما سوريا وسائر البلدان بكل جدارة و حق .
    من المميزات الخاصة لهذا المعرض البهيج مبارة في عرض الخيول العربية الأصيلة و جملة مسابقات نظمتها إدارة المعرض ووزعتها على طول مدة العرض
    فتح هذا المعرض العظيم و دام من 31 مايو الى 12 يونيه عام 1936 .
    أما الدول المشاركة فكانت : مصر ، العراق ، فلسطين ، مراكش ، تركيا ، فارس ، افغان ، الهند ، بالإضافة الى سورية .
    المعروضات : من صالة النسيج الحلبي، دار الأيتام الحلبية ، معروضـات مدرسـة الصنـائع النسائيـة ، معروضات جـبل العـرب .
    و عليه فقد صدر مرسوم : ذي الرقم / 963 الصادر في 22 تشرين الأول عام 1936 ، و ينص على تأليف لجنة من الأمير مصطفى بك الشهابي مدير المعرض ، والأستاذ عارف بك النكدي وكيل مدير المعرض ، والسيد خالد بك العظم رئيس غرفة الصناعة ، والأمير جعفر الحسني محافظ المتحف ، وذلك لتأمين اشتراك الجمهورية السورية في معرض باريس لعام 1937 .
    وبعد هذا المعرض .. أخذت المنتجات السورية تتنامى بشكل كبير و بخطى حثيثة نحو الإنتاج الأفضل ، وصارت بمكانة مرموقة في الأسواق الداخلية ، مما فرض على المسؤولين السوريين إيجاد أسواق خارجية لتستوعب هذا الفائض الضخم من الإنتاج الزراعي والصناعي في أسواق الدول العربية والأسواق الأجنبية على حد سواء ، ولا بد لهذه النهضة الزراعية و الصناعية المتنامية أن تلقى ترويجاً عبر المعارض المتتابعة لتسويق إنتاجها .
    ومن هذا ولدت في عام 1952 فكرة إقامة معرض دائم في دمشق لترويج الإنتاج وجلب الاستثمارات إليها ، وحث رجال الاقتصاد للتعامل مع أسواقها بكل مرونة و سلاسة .


    فعاليات معرض دمشق الدولي الأول و أعلام الدول المشاركة في دورة عام 1954

    ففي بدايات عام 1954 للميلاد أخذ معرض دمشق يتجه بمنحى جديد نحو الاحتراف و الشمولية الدولية و صار اسمه ( معرض دمشق الدولي الأول ) بدلاً عن معرض دمشق ، حين ولدت ( المديرية العامة لمعرض دمشق ) حسب القانون رقم 40 بتاريخ 13 ايلول / سبتمبر 1955 و الصادر عن فخامة رئيس الجمهورية السيد شكري القوتلي ، و كان مقرها في شارع بغداد و كان أمام المبنى هناك على ما أذكر أنا شخصياً تمثالين جميلين لأسدين في حالة الجلوس ، لكون بيت جدي أحمد الأرمشي كان بيتاً عربياً على غرار البيوت العربية القديمة المنتشرة في دمشق بمنطقة السادات بعمارة عاصم .


    الملعب البلدي الكبير ومضمار سباق الخيل

    بينما اتُخذت الإجراءات المباشرة على أرض الواقع بنقل الملعب البلدي الكبير ، ومضمار سباق الخيل من جوار مبنى القشلة الحميدية ( الجامعة السورية ) و كذلك من جوار التكية السليمانية ، إلى أخر نقطة كانت فارغة هناك والقريبة من ساحة الأمويين .
    وتُعرف هذه المحلة أيضاً باسم المرجة الخضراء أو المرجة .. و طبعاً ( المرجة الخضراء ) هي غير منطقة المرجة المتاخمة لقلعة دمشق ، والتي يدعوها أهل الشام من العوام : بساحة المرجة ( ساحة الشهداء اليوم 2012 ).
    كما تٌعرف بمرجة الحشيش ... و ميدان السبق ، أو ساحة سباق الخيل والملعب البلدي ، و الذي تحول في عام 1954 الى لأرض مدينة ( معرض دمشق الدولي ) وكان المرج الأخضر من أكبر الميادين دمشق .


    عُرف باسم ( ميدان ابن اتابك ) نسبة للسلطان نور الدين محمود بن زنكي الشهيد ، وقد جعله نور الدين رحمه الله وقفاً على الحيوانات العطيلة و المصابة .

    و بقيت هذه المنطقة لها المكانة التاريخية في العهد الأيوبي والمملوكي ، إذ كانت مكاناً يرتاده السلاطين والأمراء للعب بالكرة والصولجان ، وكانوا يروِّضون خيولهم ويتمرَّنون هم أيضا ً، كما كان الميدان بمثابة معسكر لإنزال الجيوش عندما تضيق القلعة وتزدحم . يمتد المرج الأخضر من عند باب التكية السليمانية مكان القصر الأبلق – قصر الظاهر بيبرس البندقداري حيث يمر منه نهر بردى إلى محلة ( صدر الباز ) أي ساحة الأمويين اليوم 2012 . ومن حدود المقبرة الصوفية و نهر بانياس و طريق مستشفى الغريا جنوباً الى حدود بستان الشرف الأعلى شمالاً .


    كان للخراف نصيباً في كلاْ المرج الأخضر قبل تنظيم هذه الساحة لسباق الخيل في بداية عشرينات القرن العشرين ، و يبدو في المقدمة نهر بردى ينساب بدون أكتاف يليه في العمق أرض مرجة الحشيش ( الملعب البلدى ) ثم نهر بانياس و عليه جسر صغير الموصل لمباني الثكنة الحميدية ، و تظهر استراحة الضباط ( مكان ندوة طلاب الجامعة الآن ) .



    طبعاً يحده شمالاً نهر بردى ، و يحده جنوباً نهر بانياس ( باناس ) ، وكان الأولاد يسبحون في نهر بانياس في موضع يقع الى الخلف من مبنى التلفزيون حالياً و يعرف بالمسبح كما ورد عند الشهابي ، كما تواجدت في هذا المكان طاحونة جمعة ، وكان في مرج الحشيش من جهة الجنوب كان كل من طاحونة الزيتون لصاحبها من آل المهايني ، وطاحونة الشقرا . علاوة عن الحدث الكبير الذي رافق تاريخ هذه المنطقة هو : هبوط أول طائرة في دمشق في مطلع شهر آذار / مارس من عام 1914 بمنطقة المرج الأخضر .



    بقي كذلك حتى بداية الإحتلال الفرنسي لدمشق عام 1920 ، حيث تم تنظم أرضه ليكون ملعباً لكرة القدم ، وملاعب للتنس ، وساحة لسباق الخيل على غرار الساحات الفرنسية كما ورد عند الشهابي ، وتشكلت لجنة اسمها لجنة سباق الخيل بدمشق ، كانت تنظم مواسم السباق ، وتقيم العروض الفروسية المختلفة الى جانب الاحتفالات الرسمية بالأعياد الفرنسية وكانت تجري فيه العروض العسكرية للقوات الفرنسية والمشتركة ( أفارقة – سنغال مغاربة و قوات من الفرق الأجنبية و متطوعة عرب ) .


    ومن الأحداث المؤلمة و المؤسفة التي حصلت على أرض الملعب البلدي ، حين كان يحتضن إحدى المباريات الرسمية بين منتخب سوريا الوطني ، وبين منتخب حفر السواحل المصري هو اغتيال العقيد عدنان المالكي حين كان حاضراً للمبارة بتاريخ 22 نيسان / ابريل عام 1955 . مما دفع إدارة المعارض في دمشق لاستغلال هذه الأرض كموقع لأجنحة معرض دمشق الدولي استغلالا كاملاً علاوة على انه كان رديفا للنشاطات الرياضية فوظِّف كملعب بلدي لكرة القدم ومكاناً للعروض العسكرية .



    وتم استحداث مركزاً للفعاليات الرياضية و الترفيهية ببناء الملعب البلدي الجديد و بجواره ملعبين للتنس , وكذلك مسبحاً كبيراً سمي بالمسبح البلدي بالإضافة إلى بناء مسرحاً كبيراً دُعي فيما بعد بمسرح معرض دمشق الدولي كي يتماشي و فعاليات و نشاطات المعرض .



    علاوة على ذلك تم بناء أجنحة جديد حافلة بالنشاط على طول امتداد نهر بردى من بداية المرج الخضر ( أي من جوار التكية السليمانية و متحف دمشق الوطني ) عند قوس المعرض ( الباب الرئيسي القديم للمعرض على شارع شكري القوتلي الذي أزيل عند بناء فندق الفصول الأربعة) ، إلى منطقة الملعب البلدي والمسبح البلدي أيضاً ومطعم الشرق وهو مطعم فخم ( حالياً قصر النبلاء ) ومسرح معرض دمشق .


    قوس معرض دمشق الدولي الشهير

    من أهم مظاهر معرض دمشق الدولي هو ( قوس المعرض ) فقد كان علامة فارقة لهذا المعرض منذ تاريخ إنشائه عام 1953 و بحضور فخامة رئيس الجمهورية السورية آنذاك / العقيد أديب حسن الشيشكلي ولغاية تاريخ ازالته لأسباب أكثر من تافهة ، إبان افتتاح فندق الفصول الأربعة ( الفورسيزنز ) عام 2005 .
    كان هذا القوس هو بوابة مدينة المعرض آنذاك ، وألح السيد ( حسن مراد ) مدير الشؤون الإنشائية لمدينة المعرض على صديقه المهندس ( شكيب العمري ) على إبتكار ، وإنشاء .. قوس جميل شبيه بقوس قزح ، و تكون قواعده شبيه بقواعد برج ايفل لتسهيل حركة المرور من تحته .
    فجاء تصميم .. وتنفيذ قوس المعرض بهذا الشكل الفريد ، والجميل بما يتناسب مع هذه المناسبة الإقتصادية و التجارية الهامة في تاريخ دمشق ، وكان من الأجدر على أمانة العاصمة المحافظة عليه لكونه حدثاً هندسياً بديعاً و فريداً في تاريخ الهندسة المعمارية في خمسينات القرن العشرين .



    و السؤال المطروح :
    لماذا نحن فقط لا نملك حميمية قوية تجاه منشأتنا السياحية أو التاريخية أو التراثية ؟؟؟
    ولماذا كل شعوب العالم تحرص حرصاً شديداً على هذه الحميمية ؟؟؟؟؟
    سؤال يراودني في كل سطر اكتبه .... و في كل صورة أضعها في هذا البحث ....
    نشعر بغربتنا عن أوابدنا .... وما هي المعضلة أو المشكلة التي يشكلها هذا القوس في حال بقائه ؟؟؟؟
    وهل عمليات إزالة ما تبقى من مدينة المعرض القديمة هي عمليات عفوية ... أم أنها مدروسة و ممنهجة لهدم تاريخ و تراث هذه المدينة ؟؟؟؟ اظنني لدي الجواب ..... و لدى الكثيرين أيضاً .
    وذكر السيد / فاروق اوضه باشي في سياق تعليقه على قوس المعرض بجانب كازينو دمشق الدولي فقال : تعود ملكيته الى المرحوم عبد الحليم كريم ... وفعلا كانت ام كلثوم تصدح في القسم البراني ... وليس داخل الكازينو ... مدخله درج عريض ، مرصوف بأحجار الصوان الصغيره ... وحديقته رائعة ... غناء أزيل وأصبح مكانه فندق الفورسيزنز .



    صورة جوية رائعة زودنا بها الأستاذ سامي الشمعة لمنطقة التجهيز و جسر فيكتوريا ، و يظهر في أسفل و يسار الصورة بمنى كازينو دمشق الدولي و حديقته الغناء و كذلك قوس المعرض قبل إزالتهما و نرى الزحام المروري بجانب التكية السليمانية ، و إصطفاف باصات الحجاج الأترك بشكل كثيف على أرصفة حديقة الجلاء حين كانوا يعبرون الأراضي السورية لقضاء مناسك الحج و زيارة الشام شريف .
    بعد الرجوع الى تواريخ بناء ( عمارة السادة : محمد حكمت مردم بك و شركاه ) و المتاخمة لفندق قطان و سينما دمشق الظاهرة في أعلى يمين الصورة ، وكذلك الى دورات معرض دمشق الدولي تبين لي أنها الدورة الثامنة عشر لمعرض دمشق الدولي وكانت في عام 1971 مما يعزو أن حقبة الصورة في العام المذكور .

    وذكر السيد / فاروق اوضه باشي في سياق تعليقه على قوس المعرض بجانب كازينو دمشق الدولي فقال : تعود ملكيته الى المرحوم عبد الحليم كريم ... وفعلا كانت ام كلثوم تصدح في القسم البراني ... وليس داخل الكازينو ... مدخله درج عريض ، مرصوف بأحجار الصوان الصغيره ... وحديقته رائعة ... غناء أزيل وأصبح مكانه فندق الفورسيزنز




    علاوة على أعمال تشييد مدينة المعرض التي انجزت عام 1954 على ضفة نهر بردى ، فقد تم بناء أجنحة جديد على طول امتداد نهر بانياس في الجهة الجنوبية أرض مدينة المعرض بالجهة المقابلة الجنوبية لمسار نهر بردى ، وأضحت المنطقة بأثرها محاطة بأجنحة على الطرفين يتخللها بحرات المياه و المسطحات الخضراء والمجسمات والأشكال المختلفة ، بالإضافة إلى الأضواء ، والأنوار الكهربائية الملونة و مكبرات الصوت الضخمة الحجم ، لتتناسب مع حجم المناسبة الكبيرة ، وقد خصصت هذه الأجنحة لتضم الدول الأجنبية الشرقية منها و الغربية لإبراز الصناعات المتطورة بما فيها الصناعات الثقيلة .


    فخامة الرئيس هاشم الأتاسي يحضر شخصياً حفل افتتاح دورة معرض دمشق الدولي لعام 1954 ويشاهد و السادة أعضاء السلك الدبلوماسي عرض للسينماراما الأميركية البانورامية في الثاني من شهر ايلول / سبتمبر 1954.
    من اليمين: رئيسة الاتحاد النسائي السيدة عادلة بيهم الجزائري ، والكرسي الفارغ مخصص للسيدة أسماء زوجة فخامة الرئيس فارس الخوري ، ثم معالي ولي عهد دولة الكويت الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح ، ثم دولة رئيس الوزراء صبري العسلي ، ثم دولة رئيس مجلس النواب الدكتور ناظم القدسي ، ثم فخامة الرئيس هاشم الاتاسي ( رئيس الجمهورية ) ، ثم أمير دولة الكويت الشيخ عبد الله السالم المبارك الصباح ، ثم زوجة المستشار الأمريكي في دمشق روبرت مالوري . وبالخلف رجال السلك الدبلوماسي في دمشق .


    السينراما في سوريا قبل أي بلد في العالم أجمع :

    أتيح لمائة ألف من السوريين والأجانب أن يشاهدوا السينراما قبل أن يشاهدها أحد في أمريكا . وجاء الى دمشق خصيصاً لرؤية هذا الإختراع فنانون من الشرق و الغرب ، ولا شك في أن أمريكا أحسنت صنعاً بعرضها السينراما فقط ، لأن مصنوعاتها تملأ أسواق الشرق ، فإذا رأينا سياراتها وبراداتها وأدواتها الميكانيكة و الكهربائية معروضة في جناح أمريكا.. .. لا يزيدنا ذلك علماً بما نعلم من الصناعة الأمريكية الجبارة ، ولكن السينراما شي جديد بكل معنى الكلمة ، و أتيح لنا أن نشهده في معرض دمشق الدولي عام 1954 .


    السينراما Cinerama:
    ظهر نظام السينراما فى نيويورك سنة 1952 وفيه يتم تقسيم عرض مجال التصوير إلى ثلاث أجزاء . ويتم التصوير بثلاث كاميرات مركب على كلا منهما نفس نوع العدسة . وكل كاميرا يخصص لها 1/ 3 المساحة المصورة , ويتم عرض الثلاث أفلام 35 مللى من ثلاث آلات عرض فى وقت واحد " لتملىء شاشة مقوسة عريضة يبلغ نسبة ارتفاعها 8 متراً وعرضها 20 متراً أى بنسبة 2.5:1 ,
    حيث تقوم آلة العرض الوسطى بالعرض على جزء الشاشة الأوسط , و آلة العرض اليمنى بالعرض على جزء الشاشة الأيسر , وآلة العرض اليسرى بالعرض على جزء الشاشة الأيمن . ولتجنب عدم الوضوح بين الصور الثلاث والتقائهم مع بعضهم على الشاشة , تستعمل عدسات من نفس النوع فى الثلاث آلات عرض للإيحاء بأنها صورة واحدة تعرض من ألة عرض واحدة . وحتى يحصل المتفرج على الأثر المطلوب من مشاهدة شاشة السينراما كان عليه أن يجلس فى منتصف صالة العرض تماما .



    وقد استعملت السينراما نظام صوت ستريوفونيك , حيث يسمع الصوت من سبعة شرائط ماجنتيك " موضوعين على شريط فيلم 35 مللى منفصل يتحرك فى تزامن تام مع آلات العرض الثلاثة لتغذى ستة سماعات متفرقة فى جميع أنحاء صالة العرض وخلف الشاشة نفسها . ويسمع الصوت حينذاك وكأنه يتبع الحركة تماماً التى على الشاشة من ناحية إلى أخرى .
    ومن هنا تهيىء السينراما تجربة حسية قوية وهى جعل المتفرج يحس أنه مشترك جسمانياً فى الحركة المعروضة على الشاشة , ولذلك على المخرج أن يسيطر تماماً على التأثير الدراماتيكى للفيلم . بل عليه أيضاً أن لايستعمل حركة الكاميرا أبداً نظراً لصعوبة تحريك الكاميرات الثلاث فى وقت واحد , ولا يعتمد على اللقطات القريبة Close ups لصعوبة تقسيمها إلى ثلاث أجزاء حتى يتم تصويرها بالثلاث كاميرات . بل عليه فقط التعامل مع اللقطات العامة Long Shots , واللقطات المتوسطة Medium Shots . ويتم عمل المونتاج للأفلام المصورة لنظام السينراما على مفيولا خاصة ذات ثلاث شاشات وتركب عليها الأفلام الثلاث فى نفس الوقت و فى تزامن تام . وعند القطع فى واحد من الأفلام , يجب القطع فى نفس المكان فى الفيلمين الآخرين .




    كل هذا العرض : كان ضمن سباق محموم ( لخطبة ود سوريا الفتية ) بين القطبين السوفييتي / والأمريكي ضمن جبهة جديدة في الحرب الباردة بينهما ، و على أرض أول معرض يقام في دمشق في مدينة المعارض الدولية عام 1954 .
    ولقد وافقت القوات الجوية الأمريكية للطيران بنقل أكثر من 12 طنا من المعدات ، بما في ذلك الشاشة العملاقة بإرتفاع 75 قدم علاوة على تأمين 2000 مقعد في الهواء الطلق ضمن فعاليات مسرح المعرض لتأمين العرض في الثاني من أيلول عام 1954 . وقد تدفقت الحشود على مدينة المعرض ، وتم توزيع تذاكر مجانية من قبل وكالة الإعلام الأميركية (USIA)، و مع ذلك فاق الطلب على المعروض للبيع ... و بفيت الآلاف من المتواجدين بدون تذاكر.
    وذكرت التقديرات غير الرسمية أن الذين شاهدوا العرض يفوق الربع مليون زائر ... في حين بلغ عدد سكان دمشق في تلك الحقبة 360000. نسمة .


    وقال في مذكراته الوزير والنائب في البرلمان المرحوم ( أسعد الكوراني ) من الطيبين في هذا الوطن، بمناسبة افتتاح معرض دمشق الدولي لعام 1954 على يدي الرئيس الجليل هاشم بك الأتاسي :
    وقد رأيت ، ورئاسة هاشم الأتاسي تقترب من نهايتها، وهي آخر عهده في الحكم، أن افتتح كلمتي بتحيته، فكان مما قلته في هذه التحية:
    ومن واجبي أن استهل كلامي بالشكر أرفعه إلى فخامتكم لتفضلكم برعاية هذه الحفلة وتشريفكم إياها بالحضور وتلطفكم بافتتاح أول معرض بعد قليل . وإذا كان المعرض بطابعه الدولي يقام لأول مرة في الوطن السوري ، فإن من بشائر الخير أن يكون افتتاحه بيدكم الكريمة بعد أن أسبغتم عليه الكثير من العطف والتشجيع والإرشاد.
    فأرجو يا سيدي الرئيس العظيم أن تقبلوا منا هذا الشكر مقرونا بابتهالنا إلى الحق أن يتولاكم بعنايته ويديمكم ذخرا لهذا الوطن الذي يحفظ لكم في سجل الخلود الكثير من جلائل الأعمال.
    وبعد أن زار فخامته أجنحة المعرض العربية والأجنبية انصرف رئيس من المعرض بعد أن أخذ ظلام الليل يرخي سدوله ، وقد أعجب الناس كلهم بنشاطه في زيارة الأجنحة على تعددها ، وقد طلب بعد عدة أيام أن يزور الأجنحة الفردية الخاصة التي لم يزرها يوم افتتاح المعرض .


    فرافقه الوزير أسعد الكوراني في هذه الزيارة الكريمة التي دلت على علو في النفس وتقدير لجهد مواطنيه ، وقد بدا عليه التأثر المقرون بالتشجيع في زيارة مشغل سيدة حلبية مسيحية حينما عرضت عليه إنتاجها قائلة: (( إن هذه المطرزة يا صاحب الفخامة تطلبت مني مليون شكة إبرة )) .
    على أن أعظم مظهر في هذه الزيارة كان لما تعالى صوت المؤذن ينادي إلى صلاة المغرب ، فأعطى عصاه إلى مرافقه ودخل قبلية الجامع ووقف في الصف الرابع وأدى الصلاة مع مواطنيه من دون أي تمييز.
    فيا لروعة العظمة في رئاسة هذا الرجل كيف تجلت بهذه البساطة وبهذا الاطمئنان .
    الصورة من تقديم المهندس : همام سلام .



    معرض دمشق الدولي .



    من نوادر صور معرض دمشق الدولي في عام 1955 و ليس كما هو مدون على الصورة عام 1953 . إذ لم يكن المعرض قد وجد بعد . وأول معرض لدمشق كان 1954 .
    و هذه الصورة للدورة الثانية لمعرض دمشق الدولي عام 1955 ملتقطة من الغرب الى الشرق (من جسر الحرية ـ أمام باب المعرض ـ باتجاه جسر فيكتوريا في صدر الصورة ) .
    وتبدو بوابة المعرض الرئيسية عند قوس المعرض حين كانت البوابة مقامة على طريق بيروت عند نزلة التجهيز و لغاية نزلة قصر الضافة في عام 1955 للميلاد .



    صورة الدرورة الثانية لمعرض دمشق الدولي عام 1955 ملتقطة من الغرب الى الشرق (من جسر قصر الضيافة ) أمام باب المعرض .. باتجاه جسر الحرية عند التكية السليمانية و بوابة المعرض الرئيسية حين كانت مقامة على شارع بيروت تحت قوس المعرض .
    ويبدو نهر بردى و قد اقيمت عليه النوافير المائية و الأنوار الكهربائية المتعددة الألوان في تلك الحقبة .



    من نوادر صور بوابات معرض دمشق الدولي في عام 1955 الدورة الثانية و ليس كما هو مدون على الصورة عام 1953 . إذ لم يكن المعرض قد وجد بعد . وأول معرض لدمشق كان 1954 .
    و هذه الصورة للدورة الثانية لمعرض دمشق الدولي عام 1955 كما هو واضح على لوحة بوابة المعرض الرئيسية ، وحين كانت أعلام الدول المشاركة منصوبة عند طلعة قصر الضيافة و الصورة ملتقطة من الغرب الى الشرق لبوابة المعرض على طريق شارع بيروت و الذي تغير اسمه لاحقاً الى اسم شارع شكري القوتلي .


    صورة شارع بيروت بعد إنتهاء فعاليات معرض دمشق الدولي في عام 1955 الدورة الثانية و إزالة البوابة الرئيسية بالكامل و كذلك إزالة أعلام الدول التي كانت مشاركة بالفعاليات .
    الصورة ملتقطة من الغرب الى الشرق لشارع بيروت والذي تغير اسمه لاحقاً الى اسم شارع شكري القوتلي .
    إعداد عماد الأرمشي
    باحث تاريخي بالدراسات العربية والإسلامية لمدينة دمشق

    يتبع بالجزء الثاني


Working...
X