X

خذ الحكمة ,, ولو كان من سلوك الحمير .

المنتدى العام

 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts
  • أنيس
    Thread Author
    VIP
    • Sep 2018 
    • 1283 
    • 585 
    • 1,001 

    كان لأحد المزارعين حمارة يستغلها لخدمة مزرعته في ظاهر البلد , ولكثافة العمل بالمزرعة إستولدها مولوداً كان ذكر ,

    وبعد أن كبر واشتد عوده أخذ المزارع يستعمله في معظم الأعمال التي تحتاج إلى جهد كبير كون الذكر أقوى من الأنثى ,

    وفي ذات الأيام أعاده إلى حظيرته وعليه علامات التعب والإرهاق فتمدد على الأرض واسترخى جسده وصوت أنينه ملأ المكان ,

    اقتربت منه الأم وأخذت تشمه وبلغة الحمير تقول " يبدو أنك تعب ومرهق يا بني ؟!. ".

    أجاب : نعم يا أماه , أُعاني من ظلم صاحبنا الذي لا يرحمني ولا ينظر لقدرتي على تحمُّل الأعباء ,

    أجابت الأم : نعم يا ولدي , هي عادة البشر جميعاً إلا من رحم رب العالمين , فهم جبارين وقدرتهم على الظلم تفوق التصور ,

    وليس على الحمير فحسب ولكن على بعضهم أيضاً , فكثيراً ما تخلو الرحمة من صدورهم وهم يتعاملون ,

    رفع الابن رأسه بترنح وقال : والأصعب يا أماه هي نظرتهم لنا والتي أقاموها على التحقير والإذلال , فكثيراً ما يتخاطبون بصفة " يا حمار " عندما يبلغهم الحنق ويُثار بهم الانتقام !!.

    قالت الأم : نعم يا بني هي عادتهم كذلك , إنهم ظلمة وفي طبيعتهم الغرور والجحد , ولكن لا عليك يا بني ,,.

    إن ما يفعلون بينهم من سوء الأفعال والتصرف ما يواسينا على ما نعاني منهم ونتعظ مما يعملون !!.

    - إن معاشر الحمير يا بني لا ترضى أن يقتل بعضها البعض من أجل الرزق والكلأ , وهم يفعلون !!. بل تجاوزوا في ذلك حدود الأمكنة والغابات !!!.

    - إن معاشر الحمير ترى أن لها رب واحد تعبده وتتقيه , وهم فرقوا دياناتهم شيعاً ويدينون لبعضهم ليتخذوا أرباباً من دون الله , فترى بعضهم قد صنع تماثيل من الحجارة وأخذ يدين لها ويستكين !!.

    - إنك لا ترى من معاشر الحمير يا بني من يتآمر على جماعته وأهله وذويه ويعمل كجاسوس وعميل لصالح جماعة أخرى ويكيد بالإيقاع في جماعته في ما يكرهون بغية كسب المرعى أو إرضاء لمن استرعى ,

    والبشر يفعلون هذا يا بني دون أن يتورعون عن فعلهم المشين هذا !!. بغية أن يقال عن أحدهم زعيم أو ينال مكسب سواء بتعزيز مكانته بمنصب أو امتلاء خزانته بمحبب !!!.

    والعديد منهم من يشرِّع هذا وهو له طبيعة !!!.

    - إن معاشر الحمير تجنح بخصوماتها إلى الرَّفس والرضوخ أو الإعراض , أما هم يتقاتلون بحروب إبادة تسيل فيها دماؤهم وتتمزق أشلائهم وقد صنعوا الوسائل من أجل الإبادة الجماعية في ما بينهم !!!.

    وترى منهم الطواغيت الذين لا يُشبع غرائزهم العدوانية قتل كل من لا يدين لهم ويخضع لسلطانهم ولو كانوا بالملايين !!!.

    وهنا دخل صاحب المزرعة الحظيرة وبيده الطعام فألقاه ومشى ,

    فهمست الأم قائلة : سنكتفي بهذا يا بني وأدعوك إلى طعامك لعلك قد استرحت , أعاذنا الله من شرورهم وبما هم فيه من طبائع السوء , وليقولوا ما يقولون سنحتكم وإياهم عند رب العالمين .

    " إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ (37) " ق







Working...
X