السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته ،
أريد أن أطرح موضوعا هاما للمناقشة و أرجو من كل من يقرأه من المختصين و المهتمين أن يشارك برأيه حرصا على أمن و استقرار المجتمع .
و الموضوع هو قيام العديد من الآبآء بالمطالبة بسن قانون جديد يسمح للأب غير الحاضن باستضافة الطفل لمدة يومين في الأسبوع و أسبوع في أجازة نصف العام و شهر في أجازة الصيف .
و الموضوع هنا يجب أن ينظر إليه بدقة شديدة من عدة أوجه :
أولا العلاقة بين الأب و ابنه :
1- هل يعتقد الأب أنه عندما ينتزع الطفل من أحضان أمه وسط بكائه و صراخه ليأخذه معه كرها أنه بذلك يقوي الروابط بينه و بين ولده أم أنه بذلك يزرع في نفس الطفل إحساس أكيد بأن هذا الأب هو عدو لا يعبأ بمشاعره و برغبته في عدم البعد عن أمه .
إن الرسول صلى الله عليه و سلم عندما سئل عن الأحق بالحضانة قال للأم فيما معناه " أنت أحق به ما لم تُنكحي"
و لم يشترط عليها صلى الله عليه و سلم و هو الرحمة المهداة أن يكون الطفل في حضانة أبيه لمدة معينة أسبوعيا و هذا دليل على علمه صلى الله عليه و سلم بنفسية الطفل .
2- لماذا لايتذكر الأب مشاعره الجياشة هذه تجاه طفله أثناء إنفاقه آلآف الجنيهات كأتعاب محاماة للحصول على أحكام بتخفيض الجنيهات القليلة المحكوم بها كنفقة لابنه ( علما بأن المبالغ المحكوم بها عادة تكون على اعتبار ما يسهل اثباته من دخل الأب كأساسي المرتب و التي لا يخفى على أحد أنها عادة أقل من عشر الدخل الحقيقي )
ثانيا بالنسبة للأم :
يمكن لحضراتكم التفضل بزيارة أي مركز شباب في يوم الجمعة و متابعة تنفيذ أحكام الرؤية هناك و ما يعانيه الصغار ( أعمارهم بين عام و نصف و خمسة أعوام ) من ذعر عند اجبار الأم على مغادرة الغرفة رغم وجودها على بعد خطوات من الصغير .
و بالتالي فإنني أعتقد ( و هذا رأيي الشخصي ) أن معظم الآباء يسعى لاستغلال هذا القانون للهروب من دفع النفقة حيث يسهل استخدام حق الاستضافة لابتزاز الأم (للتنازل عن النفقة مقابل عدم تنفيذ الاستضافة) و الأم طبعا لا تتحمل رؤية طفلها ينتزع منها صارخا و مستغيثا و يغلق عليه باب سيارة الأب في مشهد شديد المأساوية و لا يصدر ممن لديه أدنى تعاطف مع الطفل فضلا عن أن يكون أباه .
كما أن ما يمكن أن يتعرض له الطفل خلال يومي الاستضافة من مخاطر يتعارض مع كون الأم هي الحاضنة و المسؤلة عن الطفل فما فائدة أن ترعى الأم الصغير طوال خمسة أيام ليصاب بالتهاب رئوي في يومي الاستضافة
لعدم قدرة الأب على تغيير ثيابه و عدم وجود من ترعاه مثل أمه من النساء و الحوادث و الجرائم التي تنتج عن ذهاب الطفل للإقامة عند والده كثيرة جدا ويمكن بتصفح سريع للانترنت الحصول على العديد من أخبار تلك الحوادث
ثالثا: بالنسبة للطفل :
1- إن اليومين اللذين يعتبرهما الأب غير كافيين لإرواء شوقه و حنينه نحو طفله هما كافيان جدا لإصابة الطفل الباكي المشتاق لأمه بصدمة عصبية بل و موته سواء بسبب الصراخ و البكاء أو بسبب عدم حصوله على الرعاية التي يحصل عليها مع أمه و حتى لايظن أحد أنني أبالغ أرجو مراجعة أي طبيب أطفال أو طبيب نفسي أو أي دراسة أو بحث متعلق بنفسية الأطفال
2- ليضع كل منا نفسه مكان الطفل الذي ينتزع من أمه و ينظر إلى أباه فلا يجد أدنى تعاطف أو رحمة ثم لنتخيل ما ينشأ عليه هذا الطفل من كراهية لأبيه و للمجتمع
أخيرا أحب أن أشير إلى أنني في كل الحالات السابقة افترضت أن الأب لا يسعى إلا إلى رؤية ابنه و أنه لن يحاول عدم اعادته إلى أمه بعد انتهاء الاستضافة الأمر الذي قد تضطر معه وزارة الداخلية إلى تخصيص إدارة عامة للفصل في الحوادث الناجمة عن هذا النظام و إعادة الأطفال من جميع أنحاء الجمهورية إلى أمهاتهم و التفريق بين البلاغات الحقيقية و الكيدية
و أرجو من كل من يقرأ هذا الموضوع أن يشارك برأيه و أن يحاول كل من يقتنع بهذا الرأي أن يكون سببا في توعية الناس بمخاطر هذا القانون الذي هو في ظاهرة تقوية للروابط بين الأب و ابنه بينما هو في الحقيقة تدمير لنفسية جيل من الأطفال يمكن أن ينشأوا كارهين للمحيطين بهم و أولهم للأسف آبآئهم
و تحياتي للأستاذ الجمل و أتمنى أن أقرأ تعليقه على هذا الموضوع البالغ الأهمية
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أريد أن أطرح موضوعا هاما للمناقشة و أرجو من كل من يقرأه من المختصين و المهتمين أن يشارك برأيه حرصا على أمن و استقرار المجتمع .
و الموضوع هو قيام العديد من الآبآء بالمطالبة بسن قانون جديد يسمح للأب غير الحاضن باستضافة الطفل لمدة يومين في الأسبوع و أسبوع في أجازة نصف العام و شهر في أجازة الصيف .
و الموضوع هنا يجب أن ينظر إليه بدقة شديدة من عدة أوجه :
أولا العلاقة بين الأب و ابنه :
1- هل يعتقد الأب أنه عندما ينتزع الطفل من أحضان أمه وسط بكائه و صراخه ليأخذه معه كرها أنه بذلك يقوي الروابط بينه و بين ولده أم أنه بذلك يزرع في نفس الطفل إحساس أكيد بأن هذا الأب هو عدو لا يعبأ بمشاعره و برغبته في عدم البعد عن أمه .
إن الرسول صلى الله عليه و سلم عندما سئل عن الأحق بالحضانة قال للأم فيما معناه " أنت أحق به ما لم تُنكحي"
و لم يشترط عليها صلى الله عليه و سلم و هو الرحمة المهداة أن يكون الطفل في حضانة أبيه لمدة معينة أسبوعيا و هذا دليل على علمه صلى الله عليه و سلم بنفسية الطفل .
2- لماذا لايتذكر الأب مشاعره الجياشة هذه تجاه طفله أثناء إنفاقه آلآف الجنيهات كأتعاب محاماة للحصول على أحكام بتخفيض الجنيهات القليلة المحكوم بها كنفقة لابنه ( علما بأن المبالغ المحكوم بها عادة تكون على اعتبار ما يسهل اثباته من دخل الأب كأساسي المرتب و التي لا يخفى على أحد أنها عادة أقل من عشر الدخل الحقيقي )
ثانيا بالنسبة للأم :
يمكن لحضراتكم التفضل بزيارة أي مركز شباب في يوم الجمعة و متابعة تنفيذ أحكام الرؤية هناك و ما يعانيه الصغار ( أعمارهم بين عام و نصف و خمسة أعوام ) من ذعر عند اجبار الأم على مغادرة الغرفة رغم وجودها على بعد خطوات من الصغير .
و بالتالي فإنني أعتقد ( و هذا رأيي الشخصي ) أن معظم الآباء يسعى لاستغلال هذا القانون للهروب من دفع النفقة حيث يسهل استخدام حق الاستضافة لابتزاز الأم (للتنازل عن النفقة مقابل عدم تنفيذ الاستضافة) و الأم طبعا لا تتحمل رؤية طفلها ينتزع منها صارخا و مستغيثا و يغلق عليه باب سيارة الأب في مشهد شديد المأساوية و لا يصدر ممن لديه أدنى تعاطف مع الطفل فضلا عن أن يكون أباه .
كما أن ما يمكن أن يتعرض له الطفل خلال يومي الاستضافة من مخاطر يتعارض مع كون الأم هي الحاضنة و المسؤلة عن الطفل فما فائدة أن ترعى الأم الصغير طوال خمسة أيام ليصاب بالتهاب رئوي في يومي الاستضافة
لعدم قدرة الأب على تغيير ثيابه و عدم وجود من ترعاه مثل أمه من النساء و الحوادث و الجرائم التي تنتج عن ذهاب الطفل للإقامة عند والده كثيرة جدا ويمكن بتصفح سريع للانترنت الحصول على العديد من أخبار تلك الحوادث
ثالثا: بالنسبة للطفل :
1- إن اليومين اللذين يعتبرهما الأب غير كافيين لإرواء شوقه و حنينه نحو طفله هما كافيان جدا لإصابة الطفل الباكي المشتاق لأمه بصدمة عصبية بل و موته سواء بسبب الصراخ و البكاء أو بسبب عدم حصوله على الرعاية التي يحصل عليها مع أمه و حتى لايظن أحد أنني أبالغ أرجو مراجعة أي طبيب أطفال أو طبيب نفسي أو أي دراسة أو بحث متعلق بنفسية الأطفال
2- ليضع كل منا نفسه مكان الطفل الذي ينتزع من أمه و ينظر إلى أباه فلا يجد أدنى تعاطف أو رحمة ثم لنتخيل ما ينشأ عليه هذا الطفل من كراهية لأبيه و للمجتمع
أخيرا أحب أن أشير إلى أنني في كل الحالات السابقة افترضت أن الأب لا يسعى إلا إلى رؤية ابنه و أنه لن يحاول عدم اعادته إلى أمه بعد انتهاء الاستضافة الأمر الذي قد تضطر معه وزارة الداخلية إلى تخصيص إدارة عامة للفصل في الحوادث الناجمة عن هذا النظام و إعادة الأطفال من جميع أنحاء الجمهورية إلى أمهاتهم و التفريق بين البلاغات الحقيقية و الكيدية
و أرجو من كل من يقرأ هذا الموضوع أن يشارك برأيه و أن يحاول كل من يقتنع بهذا الرأي أن يكون سببا في توعية الناس بمخاطر هذا القانون الذي هو في ظاهرة تقوية للروابط بين الأب و ابنه بينما هو في الحقيقة تدمير لنفسية جيل من الأطفال يمكن أن ينشأوا كارهين للمحيطين بهم و أولهم للأسف آبآئهم
و تحياتي للأستاذ الجمل و أتمنى أن أقرأ تعليقه على هذا الموضوع البالغ الأهمية
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته