مرحباً بكم جميعاً، ونشكرُ لكم، ونُباركُ هذا المكان الطيب، العامر بالمحسنين الذين يُساعدونَ الآخرينَ ويمدونَ يدَ العونِ لإخوانهم، ولا يفوتني أن أخصَّ بالشكرِ سعادة المستشار : جمال، لما له من أيادٍ بيضاء وجهودٍ طيبة يلحظها روادُ هذا المكان.
موضوعي الذي أودُّ النصيحةَ والتوجيه بشأنه، كما أودُّ أن تكونَ هذه القضية فاتحةَ نقاشٍ فكري، قد لا يُفضي إلى نتائج مُباشرة، لكن من يدري، رُبما يمر على هذه الصفحة يوماً أحد صناع القرار، فيكون نقاشنا هنا بذرة لتغيير إيجابي، أو قرار حقيقي يزيد من فاعلية قوانين التجنيد ومناسبتها لحالات مختلفة من المجتمع.
منذ ثلاثة أعوام أو تزيد، ابتلاني الله بمرض جلدي، عبارة عن بقع بيضاء تنتشر في الوجه والجسد، وهي عبارةٌ عن نقص حاد في المادة الصبغية للجلد، مما يجعله بدون حماية في مواجهةِ ضوء الشمس، وهذا يعني أن بعض أنواع الأشعة الموجودة في ضوء الشمس يمكنها التأثير على جلدي، والتسبب بحروق من الدرجة الثالثة، أو على أسوأ التقديرات، التسبب في سرطان الجلد في حالة التمادي والتعرض للشمس لفترة طويلة.
هذا المرض يسمى البهاق ويُعرف بالإنجليزية Vitiligo، وهو على درجات متفاوتة، ويبدو أن لدي نوع حساس منه، وهو ينتشر خصوصاً في وجهي، مما أدى بي - إضافة لأسباب أخرى - أن أترك دراستي الجامعية، نظراً لخجلي آنذاك من الخروج ومواجهة الناس، ثم استنفذت مرات الرسوب من الكلية، وحصلت على أوراق فصلي من الجامعة لأنني لم أرغب في مواصلة التعليم الجامعي، وتوقفت عن النزول نهاراً إلا للضرورة القصوى وبإجراءات خاصة تحميني من الشمس، واتجهت للعمل من المنزل، وتزوجتُ وأصبحت لي ابنة عمرها الآن سنة ونصف، أي أصبحتُ عائلاً لأسرة مكونة من زوجة وطفلة.
أنا لا أفقه كثيراً في شؤون التجنيد، ولا في الإجراءت الحكومية، نظراً لنشأتي خارج مصر، وتركيز اهتمامي في عملي، لكن لدي الآن مشكلة بالفعل، فقد وردتني دعوات للقاءات ومؤتمرات تخص عملي خارج مصر، ولم أستطع تلبية الدعوة بسبب عدم قدرتي على تجديد جواز سفري، الذي استخدمته آخر مرة سنة 2003 عند عودتي من الخارج، ولم أحتجه منذ ذلك الوقت، هذا أدى بالطبع إلى الالتفات لمسألة التجنيد، كي أتمكن من تجديد جواز السفر، إضافة إلى أنه يجب أن أنهي هذه الإجراءات كي أتحرر من كوني مُتخلفاً دون عُذر في نظر القانون، وهذا ما حدث، بدأت بالبحث عن طرق مناسبة لأحدد موقفي التجنيدي دون أن أضطر للمعاناة مع الشمس والخروج نهاراً، كلفت صديقاً لي بالسؤال في قسم الدرب الأحمر الذي أتبع له، وأعطيته بطاقة 6 جند الخاصة بي، وفيها رقم بطاقة الخدمة العسكرية وجميع بياناتي، فأخبره العسكري في قسم الدرب الأحمر أنني تخلفت ثلاث دُفع كاملة، وأنهم سيطلبوني للتجنيد مهما كان عذري، ويُستحسن أن أسلمَ نفسي، لذا قررت عدم الذهاب، وتوقفتُ عن متابعة الأمر.
ورُغم أن لدي شهادة من مستشفى زايد التخصصي تُفيد بأنني يجب أن أخضع للعلاج الدوائي والتعرض لجهاز أشعة خاص، وعدم التعرض المباشر لأشعة الشمس حتى لا تحدث حروق في وجهي، إلا أن هذا لم يشفع لي عند محامٍ صديق أيضاً أخبرته بالأمر، فشرحَ لي أن الجهات العسكرية لا يعنيها أي عذرٍ لدى المتخلف عن التجنيد، فهو في نظرها مُجرم هارب من العدالة، ويعاملونه بقسوة، ودون تطبيق كثير من القوانين عليه كنوعٍ من المعاملة بالمثل، وأخبرني أنه عرفَ سابقاً شخصاً تم قبوله في الجيش وكانت لديه إعاقة في قدمه اليسرى بسبب أنه كان مُتخلفاً عن موعد دفعته، وأنهم يُعاملون المتقدم للتجنيد وفقاً للقوانين العسكرية في القبول والإعفاء في حالة كونه ملتزماً بميعاد دُفعته، أما الذين يتخلفون، فعقابهم التجنيد، وهو ما دفع بي إلى التساؤل الجاد عما إذا كان الجيشُ خدمةً للوطن يؤديها شبابُ الوطن أم هو عقابٌ للمواطن؟ ولعله يلفت النظر أيضاً لما قرأته في أحد صفحات هذا المنتدى عن وصف الشباب الذين يحصلون على إرجاء أو تأجيل، فهم يرقصون فرحاً ويحضنون بعضهم احتفالاً بالتأجيل أو الإرجاء أو الإعفاء النهائي، ماذا يعني ذلك؟
ثم أخبرني صديق آخر بلزوم ذهابي شخصياً إلى الهايكستب وإنهاء المعاملات الخاصة بي، والاستسلام للقدر، وأنه لا يوجد حلٌ بديل، حتى مع حالتي الصحية التي لا تسمح لي بالتعرض لضوء الشمس، فضلا عن خوض إجراءات التجنيد القاسية، والتي يبدو أن ضوء وحرارة الشمس جزءٌ أساسي فيها.
حتى الآن، لم أتعرف على أي طريقة تمكنني من حل الأمر دون أن أذهب شخصياً للهايكستب، مع وجود احتمالاتٍ قوية أن يتم تجنيدي عقابا لي على تخلفي لثلاث دفعات، وهو ما أجده أمراً مُحتملاً في بلدٍ مثل مصر، إلا أن يُفيدني أحدٌ بطريقة أنهي بها إجراءات التجنيد دون الكثير من المعاناة.
وموقفي الآن يمكنني تلخيصه في هذه الأسئلة:
1- مرضي لا يسمح لي بالخوض في إجراءات التجنيد، فهل يُمكن توكيلُ محامٍ للقيام بهذا الأمر نظراً لتعذر قيامي به شخصياً؟
2- لو كان مسموحاً لي توكيل محام عسكري، هل سيُطلبُ مني الذهاب للجنة الطبية من أجل الكشف، أم سيكتفون بالتقرير الصادر عن مستشفى زايد التخصصي، أو أي مستشفى آخر يحددونها كي أستخرج تقريراً طبياً بحالتي ويكون مُعتمداً لديهم؟ وهل ثمة حالات مشابهة يمكن الاستفادة مما تم معها؟
3- ماذا يحدث لغير القادرين صحياً على خوض إجراءات التجنيد؟ هل لابدَّ أن يخوضوا جميع الإجراءات التي يخوضها غيرهم حتى يثبتوا عدم لياقتهم طبياً؟ ومن سيدفع فاتورة المعاناة إن كان هذا هو الواقع العملي؟
4- أنا العائل الوحيد لأسرتي، زوجتي وابنتي، ولم ألاحظ في قانون التجنيد ما يشير إلى إعفاء المتزوج العائل لزوجته وأبنائه، وفي أسوأ الأحوال، عندما أتخيل الكارثة التي قد تحدث لي صحياً إذا ما طلبوني للتجنيد إجبارياً دون مراعاة حالتي الصحية، ومواويل القضايا والتظلم التي قد أضطر لخوضها، فأنا خائف أكثر من كارثة فقدان زوجتي وابنتي لعائلهم الوحيد. هل ثمة أي اعتبارات وطنية تجعل من رب الأسرة جندياً في سبيلِ المجتمع، مثلما تجعل من العسكري الشاب غير المتزوج جندياً في سبيل الوطن؟
ما رأي سعادة المستشار جمال في قضيتي، وما رأيكم أيها السادة الكرام في هذه التساؤلات التي ذكرتها؟
ما الذي يجبُ أن أفعله، وكيف يمكنُ لي التصرف حيال هذا الأمر؟
للجميع مودتي
وشكراً لكل من سيضيفُ شيئاً هنا، أو يهتمَّ بقضيتي.
موضوعي الذي أودُّ النصيحةَ والتوجيه بشأنه، كما أودُّ أن تكونَ هذه القضية فاتحةَ نقاشٍ فكري، قد لا يُفضي إلى نتائج مُباشرة، لكن من يدري، رُبما يمر على هذه الصفحة يوماً أحد صناع القرار، فيكون نقاشنا هنا بذرة لتغيير إيجابي، أو قرار حقيقي يزيد من فاعلية قوانين التجنيد ومناسبتها لحالات مختلفة من المجتمع.
منذ ثلاثة أعوام أو تزيد، ابتلاني الله بمرض جلدي، عبارة عن بقع بيضاء تنتشر في الوجه والجسد، وهي عبارةٌ عن نقص حاد في المادة الصبغية للجلد، مما يجعله بدون حماية في مواجهةِ ضوء الشمس، وهذا يعني أن بعض أنواع الأشعة الموجودة في ضوء الشمس يمكنها التأثير على جلدي، والتسبب بحروق من الدرجة الثالثة، أو على أسوأ التقديرات، التسبب في سرطان الجلد في حالة التمادي والتعرض للشمس لفترة طويلة.
هذا المرض يسمى البهاق ويُعرف بالإنجليزية Vitiligo، وهو على درجات متفاوتة، ويبدو أن لدي نوع حساس منه، وهو ينتشر خصوصاً في وجهي، مما أدى بي - إضافة لأسباب أخرى - أن أترك دراستي الجامعية، نظراً لخجلي آنذاك من الخروج ومواجهة الناس، ثم استنفذت مرات الرسوب من الكلية، وحصلت على أوراق فصلي من الجامعة لأنني لم أرغب في مواصلة التعليم الجامعي، وتوقفت عن النزول نهاراً إلا للضرورة القصوى وبإجراءات خاصة تحميني من الشمس، واتجهت للعمل من المنزل، وتزوجتُ وأصبحت لي ابنة عمرها الآن سنة ونصف، أي أصبحتُ عائلاً لأسرة مكونة من زوجة وطفلة.
أنا لا أفقه كثيراً في شؤون التجنيد، ولا في الإجراءت الحكومية، نظراً لنشأتي خارج مصر، وتركيز اهتمامي في عملي، لكن لدي الآن مشكلة بالفعل، فقد وردتني دعوات للقاءات ومؤتمرات تخص عملي خارج مصر، ولم أستطع تلبية الدعوة بسبب عدم قدرتي على تجديد جواز سفري، الذي استخدمته آخر مرة سنة 2003 عند عودتي من الخارج، ولم أحتجه منذ ذلك الوقت، هذا أدى بالطبع إلى الالتفات لمسألة التجنيد، كي أتمكن من تجديد جواز السفر، إضافة إلى أنه يجب أن أنهي هذه الإجراءات كي أتحرر من كوني مُتخلفاً دون عُذر في نظر القانون، وهذا ما حدث، بدأت بالبحث عن طرق مناسبة لأحدد موقفي التجنيدي دون أن أضطر للمعاناة مع الشمس والخروج نهاراً، كلفت صديقاً لي بالسؤال في قسم الدرب الأحمر الذي أتبع له، وأعطيته بطاقة 6 جند الخاصة بي، وفيها رقم بطاقة الخدمة العسكرية وجميع بياناتي، فأخبره العسكري في قسم الدرب الأحمر أنني تخلفت ثلاث دُفع كاملة، وأنهم سيطلبوني للتجنيد مهما كان عذري، ويُستحسن أن أسلمَ نفسي، لذا قررت عدم الذهاب، وتوقفتُ عن متابعة الأمر.
ورُغم أن لدي شهادة من مستشفى زايد التخصصي تُفيد بأنني يجب أن أخضع للعلاج الدوائي والتعرض لجهاز أشعة خاص، وعدم التعرض المباشر لأشعة الشمس حتى لا تحدث حروق في وجهي، إلا أن هذا لم يشفع لي عند محامٍ صديق أيضاً أخبرته بالأمر، فشرحَ لي أن الجهات العسكرية لا يعنيها أي عذرٍ لدى المتخلف عن التجنيد، فهو في نظرها مُجرم هارب من العدالة، ويعاملونه بقسوة، ودون تطبيق كثير من القوانين عليه كنوعٍ من المعاملة بالمثل، وأخبرني أنه عرفَ سابقاً شخصاً تم قبوله في الجيش وكانت لديه إعاقة في قدمه اليسرى بسبب أنه كان مُتخلفاً عن موعد دفعته، وأنهم يُعاملون المتقدم للتجنيد وفقاً للقوانين العسكرية في القبول والإعفاء في حالة كونه ملتزماً بميعاد دُفعته، أما الذين يتخلفون، فعقابهم التجنيد، وهو ما دفع بي إلى التساؤل الجاد عما إذا كان الجيشُ خدمةً للوطن يؤديها شبابُ الوطن أم هو عقابٌ للمواطن؟ ولعله يلفت النظر أيضاً لما قرأته في أحد صفحات هذا المنتدى عن وصف الشباب الذين يحصلون على إرجاء أو تأجيل، فهم يرقصون فرحاً ويحضنون بعضهم احتفالاً بالتأجيل أو الإرجاء أو الإعفاء النهائي، ماذا يعني ذلك؟
ثم أخبرني صديق آخر بلزوم ذهابي شخصياً إلى الهايكستب وإنهاء المعاملات الخاصة بي، والاستسلام للقدر، وأنه لا يوجد حلٌ بديل، حتى مع حالتي الصحية التي لا تسمح لي بالتعرض لضوء الشمس، فضلا عن خوض إجراءات التجنيد القاسية، والتي يبدو أن ضوء وحرارة الشمس جزءٌ أساسي فيها.
حتى الآن، لم أتعرف على أي طريقة تمكنني من حل الأمر دون أن أذهب شخصياً للهايكستب، مع وجود احتمالاتٍ قوية أن يتم تجنيدي عقابا لي على تخلفي لثلاث دفعات، وهو ما أجده أمراً مُحتملاً في بلدٍ مثل مصر، إلا أن يُفيدني أحدٌ بطريقة أنهي بها إجراءات التجنيد دون الكثير من المعاناة.
وموقفي الآن يمكنني تلخيصه في هذه الأسئلة:
1- مرضي لا يسمح لي بالخوض في إجراءات التجنيد، فهل يُمكن توكيلُ محامٍ للقيام بهذا الأمر نظراً لتعذر قيامي به شخصياً؟
2- لو كان مسموحاً لي توكيل محام عسكري، هل سيُطلبُ مني الذهاب للجنة الطبية من أجل الكشف، أم سيكتفون بالتقرير الصادر عن مستشفى زايد التخصصي، أو أي مستشفى آخر يحددونها كي أستخرج تقريراً طبياً بحالتي ويكون مُعتمداً لديهم؟ وهل ثمة حالات مشابهة يمكن الاستفادة مما تم معها؟
3- ماذا يحدث لغير القادرين صحياً على خوض إجراءات التجنيد؟ هل لابدَّ أن يخوضوا جميع الإجراءات التي يخوضها غيرهم حتى يثبتوا عدم لياقتهم طبياً؟ ومن سيدفع فاتورة المعاناة إن كان هذا هو الواقع العملي؟
4- أنا العائل الوحيد لأسرتي، زوجتي وابنتي، ولم ألاحظ في قانون التجنيد ما يشير إلى إعفاء المتزوج العائل لزوجته وأبنائه، وفي أسوأ الأحوال، عندما أتخيل الكارثة التي قد تحدث لي صحياً إذا ما طلبوني للتجنيد إجبارياً دون مراعاة حالتي الصحية، ومواويل القضايا والتظلم التي قد أضطر لخوضها، فأنا خائف أكثر من كارثة فقدان زوجتي وابنتي لعائلهم الوحيد. هل ثمة أي اعتبارات وطنية تجعل من رب الأسرة جندياً في سبيلِ المجتمع، مثلما تجعل من العسكري الشاب غير المتزوج جندياً في سبيل الوطن؟
ما رأي سعادة المستشار جمال في قضيتي، وما رأيكم أيها السادة الكرام في هذه التساؤلات التي ذكرتها؟
ما الذي يجبُ أن أفعله، وكيف يمكنُ لي التصرف حيال هذا الأمر؟
للجميع مودتي
وشكراً لكل من سيضيفُ شيئاً هنا، أو يهتمَّ بقضيتي.